لكي الله يا غزة

سيتعجب الكثيرون من التغير المفاجىء الذي طرأ على أسلوبي من التندر على كل شيء و أي شيء ، لا أدري كيف ستأتي كلماتي ...لكنني واثقة أنها لن تكون مرتبة بل ربما ستكون غير مفهومة.....لأن الحروف التي أكتبها الآن .....أكتبها بالدم ....دماء إخواني المحاصرين ، المقصوفين ...الجوعى ، العطشى الثكلى في قطاع غزة ....دماء الشقيقات الخمس .....و دماء 330 هم تعداد الذين سقطوا في هذا العدوان ، و العدد في تصاعد من لحظة إلى أخرى ....لا أملك كلمات تعبر عما يختلجني الآن ؛ هو إحساس بالمهانة ، الضعف ، و قلة الحيلة ، بل الدونية الشديدة... إحساس بأني أرى أمي ، أبي و أخوتي برؤوس أحناها الموت أو أثقلتها النكبات ...هي دموعُ منهمرة و إن كانت لا تفيد ....إخواني في قطاع غزة : لا تطلبوا الغوث من الحكام العرب ، لأنهم أبداً ما أغاثكوا و أبدا لن يغيثكوا ..هم قتلة لشعوبهم ، مصاصي دماء رعيتهم ...فكيف يكونوا رحماء بكم ....إخواني أهل القطاع ...صمودكم يخجلنا ، لأننا في صمت القبور إزاء أحوالنا ....موتكم يقتلنا لأننا شاركنا جلاديكم بسكوتنا ...إخواني أهل القطاع أنتم أشرف من أن تحتاجوا إلينا و نحن أحقر من أن أساعدكم ، لأننا كالنعام نخبىء رؤسانا ، و نضع بيننا و بين حقيقتنا حُجبٌ واهية ٌ...هم باعوا أرضهم ، هم يكرهوننا ، هم تهديد علينا ...و غيرها من تلك المزاعم الهابطة الكاذبة ،التي نستخدمها ....إخواني أهل القطاع ....لكم الـــــــلـــــــــــــــــــــــه ، الـــــلــــه وحده ....و ليس مستبد ، و لا جبار ، ولا مستكين خاضع . مهما بلغت طائراتهم عنان السماء ..فإن لله السماوات و الأرض ....و إلى الإسرائليين أقول : الحرب بيننا و بينكم سجال... فلا أنتم أنتصرتم النصر الختامي ( على شاكلة قبلة الوداع ) و لا نحن غادرنا الأرض المقدسة ....هل ترضون هذا لأهليكم ...لأبنائكم ....فإذا أرتضوه لنا فأنتظروا اليوم الذي يتمكن مسجونكم منكم !!! .....إخواني شهداء القطاع لسان حالكم يقول : يا من تعبرون الميدان مطرقين ، مُعلقٌ أنا على مشانق الصباح و جبهتي بالموت محنية ، لأنني لم أحنها قط حياً.